الدورة الثامنة

05 حزيران 2017

المجلس المركزي الفلسطيني

دورة عادية

الدورة الثامنة

عقد المجلس المركزي الفلسطيني دورته العادية خلال الفترة 10- 12/10/1989في تونس وقد افتتح الدورة الشيخ عبد الحميد السائح رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، وقد حضرها (84) عضواً، وفي نهاية الدورة أصدر المجلس المركزي البيان التالي:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

المجلس الوطني الفلسطيني

المجلس المركزي

بيان صادر عن المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية

في الفترة ما بين العاشر والثاني عشر من شهر أكتوبر الجاري الموافق 1990 -21 -23 من شهر ربيع الأول سنة 1411هـ، عقد المجلس المركزي الفلسطيني في عاصمة الجمهورية التونسية الشقيقة، دورته العادية، برئاسة سماحة الشيخ عبد الحميد السائح رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، وبحضور الأخ ياسر عرفات رئيس دولة فلسطين، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية .

ووقف المجلس في بداية اعماله تحية إكبار وقرأ الفاتحة على أرواح شهداء شعبنا وانتفاضته المباركة، وشهداء الحرم الشريف في القدس، الذين سقطوا برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي وعصابات المستوطنين. وعبر المجلس عن الاعتزاز والتقدير للوقفة الشجاعة التي وقفتها الجماهير المجاهدة في القدس وفي كل وطننا المحتل، لمجابهة مؤامرة تدنيس المسجد الأقصى والاعتداء على مقدسات العرب والمسلمين، مؤكدا أن هذا الصمود الباسل الذي يحظى بدعم ومساندة كل الشرفاء والاحرار، سوف يحبط خطط حكام اسرائيل الرامية الى تدمير المقدسات وتغيير طابع القدس الشريف وتهويدها .

ودعا المجلس في بيانه الخاص بهذه القضية المركزية إلى اتخاذ كل الاجراءات السياسية والعملية لإسناد نضال شعبنا في القدس وسائر الوطن المحتل، ولإداتة جريمة حكام اسرائيل عالميا، وللمطالبة بوضع أرضنا المحتلة تحت الحماية الدولية، ولكشف وتعرية الموقف الأمريكي المتواطئ مع جرائم حكام اسرائيل والذي يعطل دور مجلس الأمن الدولي في تطبيق أحكام الشرعية الدولية الدولية وقراراتها الخاصة بالقضية الفلسطينية والقدس الشريف . ويمارس ضغوطا متزايدة على مختلف الأطراف للتأثير في مسار القرارات بما يخدم اسرائيل وجرائمها واحتلالها .

واستمع المجلس الى التقرير السياسي المهم والشامل الذي تقدم به الأخ الرئيس ياسر عرفات عن نشاط اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعن الدور الذي قامت به على مختلف الصعد الفلسطينية والعربية والدولية . وخاصة جهودها لاحتواء أزمة الخليج وحلها ضمن الاطار العربي حلا سلميا وسياسيا بعيدا عن طبول الحرب وكارثة الحرب التي لاتبقي ولا تذر، وأسهامها الفعال في الدفاع عن المصالح الفلسطينية والعرية، وخاصة في ظل ظروف دولية واقليمية حملت معها متغيرات واسعة ومعقدة وقد توصل المجلس المركزي على ضوء مناقشاته الى ما يلي :

1- التعبير عن الاعتزاز الكبير بصمود انتفاضة شعبنا المباركة وتواصها وهي تقترب من اختتام عامهاا الثالث، رغم موجات القمع والارهاب الصهيوني وخاصة في ظل حكومة شامير الجديدة . وأكد المجلس ضرورة توفير كل مقومات الصمود الوطني والدعم السياسي والمادي ، لمقاومة جميع  اشكال الحصار والتضييق الذي تتعرض له الانتفاضة الباسلة، وكذلك العمل بكل الوسائل والسبل على تذليل جميع الصعوبات التي تعترض مسارها بما في ذلك قرارات الحصار المالي المفروض من قبل بعض الدول على المنظمة وعلى الانتفاضة المباركة ضمن سياسة مبرمجة مرسومة. وحيا المجلس جماهيرنا في المثلث والجليل والساحل والنقب على وقفتها الباسلة وصمودها .

وأكد المجلس أهمية تعزيز دور القيادة الوطنية الموحدة واللجان الشعبية والهيئات المختصصة، وتعميق الطابع الجماهيري للانتفاضة، وتوطيد الوحدة الوطنية بين مختلف القوى والفصائل والتيارات والشخصيات الوطنية.

كما أكد المجلس أهمية رفع مستوى المساندة والدعم من جانب جماهير شعبنا خارج الوطن، ومن الاشقاء في الوطن العربي، والقوى الصديقة والمناصرة لقضية شعبنا ونضاله على نطاق العالم. وأكد المجلس في هذا النطاق أهمية تفعيل دور الجبهة العربية المساندة للانتفاضة، تعبيرا عن الالتزام القومي والشعبي مع نضال شعبنا الفلسطيني .

2- ودعا المجلس الى أهمية تكثيف الجهد السياسي لكشف ابعاد ومخاطر المخطط الاميركي- الاسرائيلي الذي يحاول إبعاد الانظار عن قضية شعبنا الفلسطيني باعتبارها محور الصراع في المنطقة. وكذلك العمل لمواجهة هذا المخطط بالسعي الجاد مع جميع القوى الشقيقة والصديقة من أجل تنشيط الجهود لعقد المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط، وتولى مجلس الأمن الدولي دوره الفاعل في هذا الصدد بعيدا عن ضغوط الادارة الامريكية وتحيزها الفاضح لصالح اسرائيل، وذلك تنفيذا لقرارات الشرعية الدولية التي ترفض اسرائيل تنفيذها او الالتحاق بها . وانسجامها مع مبادرة السلام الفلسطينية ومقررات الاجماع العربي .

3- وشدد المجلس على ضرورة مواصلة العمل من أجل وقف الهجرة الصهيونية لليهود من اوطانهم في الاتحاد السوفياتي ودول أوروبا الشرقية وغيرها ودفعهم الى قلب الوطن العربي في فلسطين، بمساندة وتمويل الولايات المتحدة الاميركية وأطراف دولية أخرى. وأكد المجلس أن هذه الهجرة تشكل انتهاكا للشرعية الدولية وميثاق الامم المتحدة والاعلان العالمي لحقوق الناس، وباعتبارها تمثل اعتداء على حقوق شعبنا وأرضه الوطنية بل على الأمة العربية كلها. وطالب المجلس دول العالم قاطبة أن تقوم بدورها لوضع حد لهذا الخطر الكبير الذي ينذر باندلاع حروب وصراعات دموية طويلة الأمد. خاصة وأن الهدف من هذه الهجرة أن تشكل رأس الحربة في أقامة اسرائيل الكبرى فوق الارض العربية .

4- وعبر المجلس عن التقدير للمواقف التي اتخذتها والدور البارز الذي قامت به قيادة المنظمة ورئيسها الأخ ياسر عرفات، منذ بداية الأزمة في الخليج، في سبيل تأمين الحل العربي وأنهاء التدخل الامريكي والاجنبي ومنع اندلاع الحرب الكارثة على أمتنا العربية كلها وعلى السلم العالمي وعلى الاقتصاد الدولي ومصالح جيع الأطراف. وأكد المجلس ان الحل المتوازن والمترابط وفق قرارات الشرعية الدولية لجميع قضايا وأزمات المنطقة هو السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار في الوطنية وبالنسبة للعالم .

كما وأكد المجلس أن الشرعية الدولية وحدة لا تتجزأ، وذلك يتطلب العمل من أجل الحل السياسي السلمي لأزمة الخليج، والبدء في ذات الوقت بالعمل الجاد لحل أزمة الشرق الأوسط وجوهرها القضية الفلسطينية بالاضافة الى لبنان والجولان على أساس مبادرة الرئيس صدام حسين تاريخ 12 – 18 – 1990 ، من خلال المباشرة بعقد المؤتمر الدولي للسلام وفق قرارات الشرعية الدولية وبمشاركة منظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد لشعبنا الفلسطيني  .

وقدر المجلس ازدياد التفهم الدولي للموقف الفلسطيني، ولأهمية تأمين الحل السياسي المتزامن والمترابط لجميع أزمات المنطقة. وعبر في هذا الصدد عن التقدير الايجابي لمبادرة الرئيس الفرنسي ميتران، وتجاوب العراق الشقيق معها، وكذلك المواقف السوفيتية والصينية، وقرارات المجموعة الاوروبية ، والبيان الاوروبي السوفيتي وغيرها من المواقف الدولية الأخرى التي تنسجم مع هذا الاتجاه .

وأكد المجلس وقوف شعبنا مع العراق الشقيق، ضد تهديدات الغزو والعدوان الاميركي والحصار المفروض على شعب العراق الباسل. واعتبر المجلس أن هذه الحملة الأمريكية ضد العراق أنما تستهدف الأمة العربية بأسرها، لأنها ترمي الى اخضاع المنطقة ونهب ثرواتها والتحكم بمصير بلدانها، تلك االمخططات التي بأت عمليا قبل فترة طويلة من احداث الخليج بالاضافة الى تصفية حقوقنا الوطنية والقومية وفي مقدمتها المجلس الدول العربية الى العمل الحثيث لتحقيق الحل في الايطار العربي لأزمة الخليج، ورفع الغطاء عن الوجود العسكري الامريكي في المنطقة والارض العرية، ضمانا للأمن القومي العري ومستقبل الأمة العربية ومصالح وطننا العربي الكبير .

عبر المجلس عن وقوفه الى جانب الأردن الشقيق وتقديره للموقف الوطني والقومي الشجاع الذي يتخذه وصموده أمام الضغوط والتهديدات المتعددة .

5- واستنكر المجلس الحملات الاعلامية والسياسية الظالمة والمدسوسة والمبرمجة التي تقوم بها بعض أجهزة الاعلام ضد شعبنا الفلسطيني وقيادته، هذه الحملات المسعورة التي تخدم أهداف المخطط الاميركي – الاسرائيلي ضد قضيتنا وضد أمتنا العربية وتستهدف النيل من انتصارات شعبنا وجهاده وانتفاضته المباركة .

واستنكر المجلس عمليات الابعاد والطرد التي تقوم بها بعض دول الخليج لأبناء شعبنا دون ذنب . ودعا المجلس إلى وقف جميع هذه الأعمال حرصا على الأخوة التي جمعت بين شعوبنا العربية، ومن أجل تفويت الفرصة على القوى الساعية إلى أحداث الوقيعة بين العرب.

وأكد المجلس في اختتام اعماله أن الظروف باتت تستلزم البدء في الاعداد لعقد دورة جديدة للمجلس الوطني الفلسطيني. وقرر تكليف اللجنة التنفيذية ورئاسة المجلس الوطني والقيادات الفلسطينية في المجلس بالاعداد لعقد هذه الدورة .

وحيا المجلس وحدة اليمن الشقيق، متمنيا أن تكون هذه الخطوة المباركة، مقدمة نحو وحدة عربية شاملة، وواثقا من أن اليمن الواحد الموحد سيظل سندا أساسيا لنضال شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية .

وعبر المجلس عن امتنانه العميق لتونس الشقيقة وشعبها ورئيسها فخامة الأخ زين العابدين بن علي، لاستضافة المجلس المركزي، ولما تقدمه تونس من عطاء وبذل، ومن دعم ومساندة لقضية شعبنا وانتفاضته في جميع الميادين .

المجد والخلود لشهداء شعبنا الأبرار

النصر لثورتنا وانتفاضتنا المباركة

تونس في : 13-10-1990

المجلس المركزي الفلسطيني

يمثّل المجلس الوطني الفلسطيني السلطة العليا للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، وهو الذي يضع سياسات منظمة التحرير الفلسطينية ويرسم برامجها، لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي شردوا منها. وبعد نكبة فلسطين عام 1948،عبّر الشعب الفلسطيني في مؤتمر غزة عن إرادته، حين قام الحاج أمين الحسيني بالعمل على عقد مجلس وطني فلسطيني في غزة، مثّل أول سلطة تشريعية فلسطينية تقام على أرض الدولة العربية الفلسطينية التي نص عليها قرار الأمم المتحدة رقم 181 لعام 1947، وقام المجلس حينذاك بتشكيل حكومة عموم فلسطين برئاسة "حلمي عبد الباقي "،الذي مثّل فلسطين في جامعة الدول العربية.وعُقد المؤتمر الوطني الأول في القدس خلال الفترة 28 أيار /مايو _ 2 حزيران /يونيو 1964،وانبثق عنه المجلس الوطني الفلسطيني الأول الذي كان عدد أعضائه 422 عضوا، وأعلن هذا المؤتمر قيام منظمة التحرير الفلسطينية (م.ت.ف) التي تمثل قيادة الشعب العربي الفلسطيني، وقد صدر عن المجلس الوطني الفلسطيني عدد من الوثائق والقرارات، أهمها الميثاق القومي (الوطني الفلسطيني) والنظام الأساسي للمنظمة وغيرها، وتم انتخاب السيد أحمد الشقيري رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية.

مكتب الرئيس : الاردن ـ عمان ـ دير غبار 
هاتف : 9/5857208 (9626)
فاكس : 5855711 (9626)

 

ألبوم صور