الدورة السادسة عشرة

05 حزيران 2017

المجلس المركزي الفلسطيني

دورة عادية

الدورة السادسة عشرة

 

عقد المجلس المركزي دورة اجتماعاته العادية برئاسة الأخ سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني في الفترة من (9-10 سبتمبر ـ أيلول /2000 ) في غزة،  وقد حضر أعمال هذه الدورة 113 عضواً من أصل 127 عضوا هم أعضاء المجلس، وفي نهاية دورته أصدر البيان التالي :

استمع المجلس المركزي إلى تقارير تفصيلية من السيد الرئيس ياسر عرفات والأخوة أعضاء اللجنة التنفيذية والوفد الفلسطيني المفاوض حول تطورات العملية السياسية على كافة الأصعدة.

وإذ يثمن المجلس كافة جهود الأشقاء والأصدقاء والحريصين على السلام في منطقة الشرق الأوسط لدفع المفاوضات على المسار الفلسطيني، إلا أن الحقيقة هي أن جميع هذه الجهود قد اصطدمت بتعنت إسرائيلي واضح تجاه تنفيذ الاتفاقات الموقعة وقرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها تنفيذ قرار مجلس الأمن 242 الخاص بالانسحاب الإسرائيلي إلى حدود الرابع من حزيران وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194 الخاص بحق عودة اللاجئين إلى ديارهم والتعويض عليهم.

لقد أعطت منظمة التحرير الفلسطينية كل فرصة ممكنة ونفذت كل الالتزامات المترتبة عليها لإحلال السلام الشامل والعادل، بما في ذلك تمديد المرحلة الانتقالية حسب اتفاق شرم الشيح حتى 2000/9/13، وخاضت وبكل خرص ومرونة ومسؤولية وجدية مفاوضات مكثفة حول قضايا الوضع النهائي الخاصة بالقدس واللاجئين والحدود وغيرها، لكن وفي كل جولات التفاوض كانت اللاءات الإسرائيلية التي تتناقض كلياً مع مرجعية عملية السلام، وكان التهرب الإسرائيلي من تنفيذ الاستحقاقات المترتبة عليه.

وفي هذا الخصوص يثمن المجلس المركزي موقف السيد الرئيس والوفد المفاوض في اجتماعات كامب ديفيد الأخيرة، كما يوجه التحية لكل قطاعات شعبنا وفعالياته وقواه السياسية على وقفتها التاريخية المشرفة خلف قائدها أثناء مفاوضات كامب ديفيد، مما كان له الأثر الكبير على معنويات وفدنا المفاوض وكرس القناعة الثابتة بأن شعبنا ملتف خول قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد، وملتزم بثوابته الوطنية.

والآن تؤكد الشواهد والمؤشرات والأدلة والمواقف المعلنة والإجراءات الإسرائيلية الاحتلالية على الأرض.. تؤكد جميعها أن الفرصة الجديدة المطلوبة للتوصل إلى اتفاق ستصدم مثل غيرها من الفرص السابقة بنفس المواقف الإسرائيلية المتعنتة، والتي تقود جميعها إلى إدخال المنطقة مجدداً في دوامة من التوتر والعنف وهو ما تؤكده الاستعدادات الإسرائيلية العسكرية في جميع المناطق، بما فيها تسليح المستوطنين وتحصين المستوطنات وتهديدات قادة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية للسلطة الوطنية الفلسطينية ولجماهير شعبنا بالقيام بإجراءات تهدف إلى تقويض ما تم إنجازه، وإن المجلس المركزي إذ يؤكد رفضه لهذه التهديدات وإدانتها، فإنه يؤكد عزم شعبنا وحقه في مواجهة هذه التحديات.

ولهذا، ومن أجل إنجاح هذه الفرصة، فإننا نطالب راعيي عملية السلام خاصة الولايات المتحدة بالانخراط المباشر وبمشاركة عربية في مفاوضات الأسابيع القادمة بما ضمن جديتها والتوصل إلى الاتفاق النهائي المستند لمرجعية عملية السلام.

لقد لاقت هذه السياسة الإسرائيلية استنكاراً وعزله على كافة الأصعدة، إقليمياً ودولياً، بينما ثمنت هذه الدول سياسة منظمة التحرير الفلسطينية وحرصها على دفع مسيرة السلام والوصول بها إلى نهايتها بتنفيذ مرجعيتها والاستحقاقات المترتبة عليها، ولقد تأكد هذا الموقف الدولي الذي نثمنه عالياً خلال الجولات التي قام بها السيد الرئيس ومبعوثوه، وخلال القمة الألفية للأمم المتحدة بكل ما لها من أهمية خاصة.

وانطلاقاً من هذا كله، وبناءص عليه، وأخذاً بعين الاعتبار انتهاء موعد السقف الزمني المقرر للمرحلة الانتقالية والتوصل إلى حل دائم في 2000/9/13 فإن المجلس المركزي إذ يؤكد على قراراته السابقة بخصوص تنفيذ استحقاقات المرحلة الانتقالية وقضايا مفاوضات الوضع النهائي يعلن ما يلي :

1- إن الشعب الفلسطيني وقيادته سيواصلان التمسك بخيار السلام، كخيار استراتيجي لإنجاز الحل الشامل والعادل استناداً إلى قرارات الأمم المتحدة وخاصة 242 و338 و194، ومن أجل تنفيذها لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في ممارسة حقه في تقرير المصير والعودة وبناء دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

2- يؤكد المجلس المركزي أن انتهاء موعد الفترة الانتقالية لا يعفي الجانب الإسرائيلي من تنفيذ الاستحقاقات المترتبة عليه ويطالب المجتمع الدولي وراعيي عملية السلام بإلزام الجانب الإسرائيلي أن ينفذ التزاماته التي ما زال يتهرب من تنفيذها حتى الآن وفي مقدمتها إعادة الانتشار الثالث وتأمين عودة النازحين وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين.

3- التمسك المطلق بالانسحاب الإسرائيلي من جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشريف إلى حدود الرابع من حزيران 67 تطبيقاً لقراري مجلس الأمن الدولي 242 و338 ومبدأ الأرض مقابل السلام.

وفي هذا المجال، يؤكد المجلس المركزي على قراراته السابقة برفض الاستيطان وضرورة إجلاء المستوطنين عن بلادنا.

4- التمسك بالسيادة الفلسطينية الكامل على القدس الشريف التي احتلت عام 67 بجميع أحيائها وأماكنها المقدسة المسيحية والإسلامية، كونها عاصة للدولة الفلسطينية المستقلة مع ضمان حرية الوصول للجميع إلى أماكن العبادة.

وفي هذا المجال يثمن المجلس المركزي القرارات الصادرة عن لجنة القدس في المغرب الشقيق وقرارات دورة القدس لمجلس الجامعة العربية في اجتماعه الأخير وأهمية متابعة تنفيذها.

5- استناداً إلى حق الشعب الفلسطيني المطلق في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وتجسيد سيادتها على الأرض أساس الحق الطبيعي والتاريخي لشعبنا في إقامة دولته ووفقاً لقرار الجمعية العامة رقم 181 الذي أقر بوجود دولتين في فلسطين بحدودها الانتدابية وتجسيداً لإعلان الاستقلال في 88/11/15 .

يكلف المجلس المركزي اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئاسة المجلس الوطني والمجلس التشريعي باتخاذ الخطوات اللازمة لتجسيد دولة فلسطين وبسط سيادتها على الأرض الفلسطينية المختلة وعاصمتها القدس الشريف خلال الفترة القادمة، بما في ذلك إصدار الإعلان الدستوري وإنجاز قانون الانتخابات العامة لرئاسة الدولة والبرلمان الفلسطيني والتقدم بطلب عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة، وضرورة قيام اللجنة التنفيذية بتقديم تقرير تفصيلي عن هذه الخطوات لاجتماع المجلس المركزي في جلسة خاصة قبل 15 تشرين ثاني/ نوفمبر المقبل، يوم إعلان الاستقلال الوطني المقرر في الدورة التاسعة عشر عام 1998 في الجزائر.

6- التمسك المطلق بقرار الأمم المتحدة 194 الخاص بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ءيارهم وممتلكاتهم، ورفض كل المحاولات الرامية إلى توطينهم أو حرمانهم من حق العودة، وفي هذاالمجال فإن المجلس المركزي يحيي صمود جماهير شعبنا في المنافي والشتات وبخاصة جماهير شعبنا في لبنان وتمسكها بحق العودة ورفضها لمشاريع التوطين والتهجير والتزامها والتفافها حول منظمة التحرير الفلسطينية ممثلها الشرعي والوحيد، ويؤكد على ضمان الحقوق المدنية بما يسمح للاجئين الفلسطينيين بالعيش الكريم.

7- ويتوجه المجلس المركزي إلى الأسرى والمعتقلين ويحيي صمودهم ويؤكد لهم تصميمه على ضرورة إطلاق سراحهم دون قيد أو شرط.

8- إن المجلس المركزي يؤكد مجدداً على أن الديمقراطية والمساواة وصون حقوق الإنسان، ومبدأ الفصل بين السلطات هما خيار الشعب الفلسطيني لبناء سلطته الوطنية ودولته المستقلة، وانطلاقاً من هذه القاعدة، فإن المجلس المركزي يدعو اللجنة التنفيذية والسلطة الوطنية إلى تعزيز الحياة الديمقراطية والتعددية السياسية، واحترام استقلالية القضاء وتطوير الجهاز القضائي، وتكريس مبدأ المساءلة والشفافية والمحاسبة وسيادة القانون وصون الحريات العامة للمواطنين.

وفي هذا المجال إذ يشيد المجلس المركزي بانتظام اجتماعات اللجنة التنفيذية، وبأهمية التقارير التي تقدمها للمجلس المركزي، إلا أنه يطالبتها بتقديم تقارير مكتوبة ويبذل المزيد من الجهد من أجل تنفيذ القرارات السابقة التي صدرت عن دورات المجالس المركزية المتعاقبة.

يتوجه المجلس المركزي بالتحية والتقدير إلى مصر الشقيقة والرئيس محمد حسني مبارك، وإلى كل الأشقاء العرب، على الدور الكبير الذي تضطلع به مصر الشقيقة والرئيس مبارك شخصياً، وكافةالملوك والقادة العرب من أجل دعم الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية لإنجاز الحقوق الوطنية الفلسطينية وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

كما يتوجه المجلس بالتحية إلى الأردن الشقيق والملك عبدالله الثاني وإلى الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية، وإلى خادم الحريمن الشريفين الملك فهد، وولي العهد السعودي الأمير عبدالله، وإلى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس القائد القذافي والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة والرئيس اليمني علي عبدالله صالح وسمو الشيخ زايد وبقية إخواننا القادة العرب.

كما يتوجه المجلس المركزي بالتحية إلى راعيي عملية السلام، الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية وإلى الرئيس كلينتون وإلى الرئيس بوتين وإلى دول الاتحاد الأوروبي والصين واليابان والقمة الأفريقية والإسلامية وعدم الانحياز والدول الصديقة الأخرى، وإلى الأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام للأمم المتحدة والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي.

وقد وقف المجلس المركزي أمام استمرار معاناة العراق الشقيق من خلال استمرار الحصار الظالم عليه، ويتوجه إلى الأشقاء العرب وإلى دول العالم كافة من أجل رفع هذا الحصار عن الشعب العراقي الشقيق وأطفاله.

وقف وقف المجلس دقيقة صمت إجلالاً وإكباراً لروح فقيد شعبنا الأخ المناضل الكبير الوزير بشير البرغوثي، عضو المجلس لمركزي والأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني وقرأ الفاتحة على روحه الطاهرة.

إن المجلس المجلس المركزي يقف إجلالاً وإكباراً لشهداء شعبنا وأمتنا الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل فلسطين، ويؤكد لأرواحهم الطاهرة أن تضحياتهم لم ولن تذهب هدراً، فالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف قادمة لا محالة يرونها بعيدة ونراها قريبة وإنا لصادقون.

بسم الله الرحمن الرحيم

«إنا للنصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد»

صدق الله العظيم

وختاماً فإن المجلس المركزي يعتبر دورة انعقاده الحالية دورة مفتوحة.

عاشت دولة فلسطين حرة عربية

عاشت دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف

عاشت أمتنا العربية الخالدة

عاش التضامن العالمي مع شعبنا وكفاحه العادل 

يمثّل المجلس الوطني الفلسطيني السلطة العليا للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، وهو الذي يضع سياسات منظمة التحرير الفلسطينية ويرسم برامجها، لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي شردوا منها. وبعد نكبة فلسطين عام 1948،عبّر الشعب الفلسطيني في مؤتمر غزة عن إرادته، حين قام الحاج أمين الحسيني بالعمل على عقد مجلس وطني فلسطيني في غزة، مثّل أول سلطة تشريعية فلسطينية تقام على أرض الدولة العربية الفلسطينية التي نص عليها قرار الأمم المتحدة رقم 181 لعام 1947، وقام المجلس حينذاك بتشكيل حكومة عموم فلسطين برئاسة "حلمي عبد الباقي "،الذي مثّل فلسطين في جامعة الدول العربية.وعُقد المؤتمر الوطني الأول في القدس خلال الفترة 28 أيار /مايو _ 2 حزيران /يونيو 1964،وانبثق عنه المجلس الوطني الفلسطيني الأول الذي كان عدد أعضائه 422 عضوا، وأعلن هذا المؤتمر قيام منظمة التحرير الفلسطينية (م.ت.ف) التي تمثل قيادة الشعب العربي الفلسطيني، وقد صدر عن المجلس الوطني الفلسطيني عدد من الوثائق والقرارات، أهمها الميثاق القومي (الوطني الفلسطيني) والنظام الأساسي للمنظمة وغيرها، وتم انتخاب السيد أحمد الشقيري رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية.

مكتب الرئيس : الاردن ـ عمان ـ دير غبار 
هاتف : 9/5857208 (9626)
فاكس : 5855711 (9626)

 

ألبوم صور