Print this page

كلمة الاخ سليم الزعنون

05 حزيران 2017

النص الكامل لكلمة الاخ سليم الزعنون رئيس المجلس

في اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني

26-27 /8 /  2009

رام الله فلسطين

 

بسم الله الرحمن الرحيم

(وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ).

سيادة الأخ الرئيس محمود عباس حفظه الله.

رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

الأخوة السادة رئيس مجلس الوزراء والوزراء.

أصحاب السعادة عمداء السلك الدبلوماسي والسفراء.

الأخوات والأخوة أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني.

حضرات الضيوف الكرام.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخاطبكم بكل السعادة التي تغمرني، وبكل الأمل الذي نعقده على شعبنا وعلى ممثليه وفصائله، في هذه المرحلة المصيرية التي بدأنا فيها التقاط أنفاسنا وتصحيح مسيرتنا نحو المزيد من الديمقراطية التي هي منهجنا الذي سرنا عليه في عهد الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات رحمه الله:

ويا أبا عمار نم قرير العين روحك ترفرف حول المكان وها نحن نمارس، الديمقراطية التي أرسيت، لبناء مؤسساتنا وهيئاتنا الشرعية كي نستمر فيمعركة التحرير والبناء والاستقلال، وذلك بتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها المختلفة بتوجيه متواصل ومتابعة حثيثة من قبل سيادةالرئيس محمود عباس. رئيس دولة فلسطين ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية.

أيتها الأخوات، أيها الأخوة،

قبل أن أخوض بتفاصيل اجتماعنا هذا، أرجو أن أوضح مايلي :

  1. إن مرور ثلاثة عشر عاماً على عدم انعقاد المجلس الوطني لايمكن اعتباره أنه فقد ولايته بمضي المدة، ذلك لأن المادة 6 تقول : " إذا تعذر إجراء الانتخابات الخاصة بالمجلس الوطني، استمر المجلس الوطني قائماً إلى أن تتهيأ ظروف الانتخابات " .
  2. يمكن عقد المجلس الوطني في رام الله أو بيت لحم وفقاً لنص المادة 8 أو في أي مكان إذا تعذر عقده في القدس أو غزة.
  3. لعدم إمكان تعويض مكان نائب رئيس المجلس الأخ المطران إيليا خوري وفق أي نص في النظام الأساسي، فمن الممكن اختيار مراقب أو مراقبين اثنين لتعويض تعذر حضور كل أعضاء هيئة رئاسة المجلس، لأن اللجنة القانونية أفتت بأن المجلس المركزي لا يملك حق انتخاب هيئة مكتب رئاسة المجلس لأن هذا الحق هو للمجلس الوطني حصراً.

أيتها الأخوات، أيها الأخوة،

يأتي اجتماع المجلس الوطني غير العادي هذا من أجل استكمال استحقاق قانوني ودستوري، ما كان لنا أن نتجاوزه أبداً ونحن نمر في مراحل الإصلاح والتصويب والنهوض والاستمرار في تطبيق سيادة القانون.

من المفيد لنا جميعاً هنا أن أذكركم بأن الأخ الشهيد أبو عمار رحمه الله عندما احتدم الخلاف بين الأعضاء واللجنة القانونية في دورة المجلسالوطني السابعة عشرة في عمان لدى اقتراح البعض بفصل الأخوة الذين انشقوا في سوريا، انتصر رحمه الله لرأي الأخ أحمد الخواجا نقيب المحامين العرب حينئذٍ والذي أيد رأيي ورأي الأخ انيس القاسم وهو الرأي القانوني الصحيح، حيث قيل له رحمه الله:

" لايمكن إسكات هذه الزوبعة إلا إذا وقفت وأعلنت أنك مع القانون " وفعلاً وقف الأخ أبو عمار؟ وقال : " رغم أنهم ضربوني بالمدافع فأنا أرجوكم الاكتفاء بالعقاب السياسي دون إسقاط العضوية،ولهذا فأنا أعلن أنني أحني رأسي للقانون ".

وكذلك عندما اختلف الأصدقاء معي مؤخراً من أجل استكمال اللجنة التنفيذية ولو بالتجاوز على القانون أو التوسع بالتفسير فإنني لم استبدَ برأيي ودعوت اللجنة القانونية للاجتماع حيث اتخذت قراراً يتطابق مع وجهة نظري وهو أن عدد الشواغر في اللجنة التنفيذية كان أربعة في الوقت الذي يجب أن يصل إلى ستة أعضاء أي ثلث أعضاء اللجنة، وقد قال الأخ الرئيس أبو مازن في حينه:

"أنا انتصر لقرار اللجنة القانونية ولا أقبل أن يتم تحدي القانون " .

واليوم أيتها الأخوات، أيها الإخوة

ومع شعورنا بالألم والأسف على فقدان الأخ الدكتور سمير غوشة وقبله الأخ اميل جرجوعي رحمهما الله فلابد لنا أن نطبق النظام الأساسي بعد أن وصل عدد من فقدناهم إلى الثلث حيث يعتبر يوم 4/8/2009 يوماً دُق فيه ناقوس الخطر على اللجنة التنفيذية فبوفاة الدكتور سمير غوشة رحمهالله يفرض علينا النظام الأساسي أنه قبل ثلاثين يوماً يجب أن ندعو المجلس الوطني الفلسطيني لعقد دورةٍ عادية يتم خلالها انتخاب لجنة تنفيذية جديدة أو استكمال أعضاء اللجنة التنفيذية، ولكننا أمام وضع القوة القاهرة التي تحول دون ذلك وأمام سلبيات لا نريد أن نقع فيها للأسباب التالية :

  1. التعارض مع اتفاق القاهرة عام 2005 الذي شاركت فيه حماس والجهاد.
  2. التعارض أو التراجع عما توصل إليه الحوار في موضوع المنظمة، حيث تم الاتفاق على تشكيل مجلس وطني جديد بالانتخاب في الداخل وحيث أمكن في الخارج وفق نظام التمثيل النسبي الكامل.
  3. إغضاب مصر الشقيقة راعي الحوار، وستتحمل فتح وفصائل منظمة التحرير ما ينتج عن ذلك.
  4. ستجد حماس نفسها في حل من المسارات الأخرى التي جرى التوافق عليها.
  5. سيتحرك المؤتمر الوطني لفصائل دمشق لتنفيذ خطة تتلاءم مع الطرح الداعي لإيجاد مرجعية جديدة تحل محل المنظمة أو على الأقل توازيها وهذا يكرس الانفصال ويهدد وجود منظمة التحرير.

فليس أمامنا إلا اللجوء إلى الفقرة "ج" من المادة "14 " والذي كان قد وضعها مؤسس منظمة التحرير الفلسطينية المرحوم الأخ أحمد الشقيري - ونصها بين أيديكم. والتي تتيح لنا استخدام حالة القوة القاهرة بدعوة المجلس الوطني لاجتماع غير عادي، وليس دورة بالنصاب العادي وهو الثلثان حيث يُكتفى بحضور أعضاء اللجنة التنفيذية الإثني عشر ورئاسة المجلس الوطني ومن يستطيع الحضور من الأعضاء على أن يتحدد جدول الأعمال بموضوع وحيد هو استكمال عضوية اللجنة التنفيذية.

من هنا دعوتكم للاجتماع لتحقيق هذا الغرض وهو البند الوحيد على جدول الأعمال، ويسبق ذلك تقرير عن الوضع السياسي والتنظيمي يقدمهرئيس الدولة ورئيس اللجنة التنفيذية الأخ محمود عباس وخاصة ماقامت به اللجنة التحضيرية التي يرأسها.

وقبل أن أعطي الكلمة لسيادة الرئيس اسمحوا لي أن أحيي باسمكم جميعا شعبنا الفلسطيني البطل على صبره وصموده وتبنيه كل  أشكال المقاومة التي كفلتها له المواثيق الدولية ولا بد لنا من الصمود والبناء في آن واحد من أجل  تحقيق أهدافنا الوطنية المتمثلة بعودة اللاجئين إلى ديارهم وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس.

كما اخص بالتحية أهلنا في غزة الصابرة المجاهدة ضد العدوان الأخير عليها .

وأقول لها :

يا غزةَ الأحرار جوعي وابعثي                     للظالمين مروءة الجوعان

وتحية لشهدائنا الأبرار وتحية مماثلة لأسرانا البواسل الذين يضربون المثل الأعلى في الصمود والصبر ويشاركوننا همومنا ويسهمون في وضع الحلول اللازمة لوحدة شعبنا كما جاء في وثيقة الأسرى.

كما أحيي باسمكم جميعا سيادة الرئيس الأخ أبو مازن الذي أعلن انه لا استئناف للمفاوضات في ظل الاستيطان.

كما أهنئه على انتخابه بالإجماع رئيسا لحركة فتح وعلى نجاح عقد المؤتمر السادس على ارض الوطن والذي ترى فيه فتح والفصائل الصديقة انجازاً وطنياً ستظهر آثاره وانعكاساته على مستقبل الحركة الوطنية.

يا طريقَ الثوار ما كنت مفروشاً                         بورد ولم نكن جبناء

من قديم ونحن عاصفة هوجاء                         تغشى العواصف الهوجاء

ونعبر عن بالغ تقديرنا للدور الذي تقوم به السلطة الوطنية الفلسطينية بمؤسساتها وأجهزتها المختلفة وهي تخوض معركة البناء والاستقلال ونحيي مظاهر الأنشطة العامة التي أثبتت وجودها برئاسة الأخ الدكتور سلام فياض رئيس الوزراء.

وها نحن في المجلس الوطني نعقد اجتماعنا غير العادي على ارض الوطن، ونأمل إن شاء الله أن نخرج بالنتيجة التي تؤكد حرص الجميع على منظمة التحرير الفلسطينية بتكاتف جميع فصائلها والتي يجب أن لا تدخر جهداً في العمل على تفعيلها وتطويرها لتبقى الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني بلا منازع، ضد كل محاولات الوطن البديل وإنكار حق العودة وضراوة الاستيطان الذي يهدف إلى تدمير الدولة الفلسطينية.

لهذا، وباسمكم جميعاً أتوجه لبقية الفصائل للانضواء تحت لواء منظمتنا الأم. وهذه دعوة للأخوة في حماس من اجل إنهاء هذا الانقسام وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح بتحقيق وحدة الدولة ووحدة الأرض ووحدة الهدف والمصير.... وها نحن مستعدون كما ذكر سيادة الرئيس لاستئناف الحوار من جديد والذي نرجو أن لا يطول لان شعبنا تزداد معاناته يوما بعد يوم.. وغزة اشتاقت للضفة كما اشتاقت الضفة لغزة... فلنضم الجناحين لننطلق جميعا نحو المستقبل نحو الحرية واستقلال الدولة.

وكما بشر الله رسولنا الكريم في رمضان بأنه سيعود إلى مكة بقوله تعالى:

" إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد "  فكان الفتح.

" إنا فتحنا لك فتحاً مبينا "

"إذا جاء نصر الله والفتح ".

صدق الله العظيم

فإننا نأمل أن يكون رمضان القادم شهر انتصارٍ لفلسطين الغالية والتاريخ لن يرحم كل من يستمر في الفرقة والانقسام ولن يرحم كل من أسهم في فتنة أو قتل نفساً بغير حق.

بسم الله الرحمن الرحيم

"من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنماقتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا . " 32 منسورة المائدة." .  صدق الله العظيم

فالوحدة الوحدة وليسقط الانقسام وإننا نقول لحماس تعالوا إلى كلمةٍ سواء بيننا وبينكم كما نقدر موقف الجهاد الإسلامي.

وهل فتحٌ إلا بالجهاد عزيزةٌ                                وما لحماسٍ غير فتح تؤازر

ستشرق أرضٌ بالرسالات كرمت                          ويرجع شعبٌ أوجعته المهاجرُ

وفقنا الله جميعا لرأب الصدع ورص الصفوف استعدادا لمراحل قادمة تتطلب كل جهد مخلص فالطريق طويل وصعب ويحتاج الجميع أغلبيةً ومعارضة:

إنا نواجه كل الشر في ثقة                             وقد توحد فينا اللاءُ والنعمُ

وشعبنا ما توانى في مقاومةٍ                           فما انطوى علمٌ إلا ارتقى علمُ

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار والحرية لأسرانا والشفاء لجرحانا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته