يوم الطفل الفلسطيني
لقد أظهرت الإحصائيات أن ما يقارب ثلث الشهداء الذين ارتقوا جراء عدوان الاحتلال على قطاع غزة هم من الأطفال، الذين لم يرتكبوا ذنبا سوى أنهم ولدوا فلسطينيين. لقد فقد عشرات الآلاف منهم حياتهم تحت القصف، وحرمت آلة الحرب الغاشمة الكثيرين من أطرافهم، أو تركتهم بلا عائلة، بعد أن دمرت بيوتهم بالكامل.
ولم تقتصر المعاناة على القصف والقتل، بل امتدت لتشمل عذابات النزوح والتهجير القسري، حيث تعرض مئات آلاف الأطفال للحرمان من أبسط مقومات الحياة من مأوى وغذاء وماء ورعاية صحية. عاشوا في الخيام، وسط البرد والجوع والخوف، يعانون من الإرهاق، وسوء التغذية، وغياب الرعاية الطبية، ما أدى إلى استشهاد عشرات الأطفال بسبب الحصار والحرمان من العلاج.
كما لا يمكن تجاهل معاناة مئات الأطفال الذين لا يزالون في سجون الاحتلال، يتعرضون للتعذيب الجسدي والنفسي والحرمان من حقوقهم الأساسية، ومنهم من استشهد داخل المعتقلات في مشهد يفضح ازدواجية المعايير الدولية وصمت المجتمع الدولي.
إن المجلس الوطني الفلسطيني إذ يدين هذه الجرائم البشعة بحق أطفالنا، يحمل الاحتلال الإسرائيلي كامل المسؤولية عن هذه الانتهاكات، ويطالب المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية والإنسانية بالتحرك الفوري لتوفير الحماية الدولية للأطفال الفلسطينيين، والعمل الجاد لمحاسبة مجرمي الحرب.
كما نطالب بتعزيز جهود الدعم النفسي والصحي والتعليمي للأطفال الناجين من هذه المجازر، والعمل على إعادة تأهيلهم وتمكينهم من العيش الكريم.
المجد والخلود لشهداء الطفولة، والحرية لأسرانا الأطفال، والشفاء العاجل للجرحى.
