
استهداف المستشفى المعمداني فصلا جديدا في سياسة القتل الممنهج
هذا الاستهداف يشكل فصلا جديدا في سياسة القتل الممنهج التي تنتهجها إسرائيل بحق أبناء شعبنا، لا سيما في قطاع غزة المحاصر.
وخاطب فتوح، في رسالة موجه إلى المجتمع الدول
إلى متى سيظل العالم متفرجا؟ هل تنتظرون إعلان نهاية الشعب الفلسطيني بالكامل؟ أم أن المبادئ الإنسانية والأخلاقية التي تتغنون بها قد سقطت عند أول اختبار حقيقي؟
وأضاف القتل اليومي قصف مستشفيات الأطفال، تجويع المرضى وتركهم فريسة للمرض دون دواء أو مأوى كلها مشاهد تنتمي إلى عصور الانحطاط الإنساني، ترتكب اليوم أمام كاميرات العالم وفي ظل صمت دولي مخز بل ومتواطئ
إن ما نشهده اليوم من عدوان همجي طال المؤسسات الطبية والإنسانية، وتحديدا تدمير ما يزيد عن 35 مستشفى ومرفقا صحيا منذ بداية العدوان، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الاحتلال قد تجاوز كل الخطوط الحمراء، ولم يكتف بقتل الفلسطينيين في بيوتهم وفي طرق نزوحهم، بل يلاحقهم حتى في المستشفيات، حيث تختنق الحياة وينطفئ الأمل.
إن صور إخلاء مستشفى الأهلي تحت القصف، وسقوط المرضى والجرحى تحت الأنقاض، ستبقى شاهدا دامغا على أن الاحتلال ينفذ سياسة تطهير عرقي ممنهجة، وسط تواطؤ دولي ومشاركة ودعم الاداره الامريكيه التي تدعم الاحتلال بادوات القتل. خطط التطهير العرقي .
لقد تحول قطاع غزة إلى مختبر مفتوح لانهيار القيم، حيث تمارس الإبادة أمام أنظار من ادعوا يوما الدفاع عن حقوق الإنسان.و صمت بمثابة ضوء أخضر لاستمرار المجازر، وتقويض كامل لما تبقى من
منظومة العدالة الدولية.
إن ما يجري في غزة لم يعد مجرد نزاع أو عملية عسكرية كما يعلن، بل هو مشروع ممنهج لتفريغ الأرض من أهلها، ومحو الشعب الفلسطيني من الجغرافيا والذاكرة معا. فاستهداف المستشفيات لا يُمكن فهمه إلا ضمن سياق إبادة جماعية تهدف إلى محو الحياة، والصوت، والوجود الفلسطيني .
و طالب رئيس المجلس المجتمع الدولي، وفي مقدمته مجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية، بالخروج من عباءة البيانات الشكلية والتصريحات الخجولة، والتحرك الفوري والفعال لوقف هذه الحرب الإجرامية، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم المتواصلة.
كما دعى الشعوب الحرة، والمثقفين، والاتحادات والنقابات حول العالم إلى كسر حاجز الصمت، ورفع الصوت عاليا
. مشددا ان الصمت في هذا المفصل التاريخي لا يعد حيادا، بل هو سقوط أخلاقي مدو، وشراكة في الجريمة.
لقد آن أوان كسر جدار العجز ، قبل أن يسجل التاريخ أن هذا العصر، بكل ما امتلك من أدوات الرؤية والشهادة والقوانين الإنسانية وقف عاجزا أمام إبادة شعب بأكمله، واختار أن يدير ظهره للإنسانية.