كلمة السيد محمود عباس

05 حزيران 2017

النص الكامل لكلمة السيد محمود عباس (أبو مازن)

رئيس دولة فلسطين

رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية

رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية

في اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني

26-27 /8 /2009 رام الله فلسطين

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ أبو الأديب رئيس المجلس الوطني

الأخوة والأخوات أعضاء المجلس الوطني

يا أبناء شعبنا العظيم،

أُحييكم جميعاً وأتقدم إليكم بأطيب التهاني بمناسبة شهر رمضان المبارك، وأخص بهذه التهنئة عائلات الشهداء من أبناء شعبنا الذين سقطوا فيميادين الدفاع عن حقهم الوطني وضحيةً للظلم والعدوان المستمر، وشهداء غزة البطلة التي تعرضت لأبشع عدوان مع مطلع هذا العام، وسقطنتيجته ألف وخمسمائة شهيد من نساء وأطفال ومدنيين، بفعل آلة القمع والقتل الإسرائيلية. وإلى أسرانا البواسل الصامدين وإلى عائلاتهم وذويهم، وأقول لهم أن ساعة الحرية لا بد آتية بإذن الله.

وأقول لكل فلسطيني وفلسطينية، في الوطن وخارجه، إن سنين التشريد والاحتلال والطرد من الوطن والبيت، سنين الإرهاب والقمع والمعتقلات لابد لها من آخر. وسيأتي يوم الحرية المشرق لا محالة لأن هذا الشعب العظيم لن يرضى عن الحرية والاستقلال والعودة بديلاً، ولأن أشقاءنا العرب وأصدقاءنا في العالم يقفون معنا اليوم بحزم وإصرار من أجل تحقيق هدفنا بالتخلص من الاحتلال وإقامة دولتنا المستقلة على أرض وطننا.

وإلى القدس الصامدة، أم المدن، وعنوان كل فلسطيني مرابط، ورمز الإخاء والمحبة الإنسانية، أقول صبراً يا عاصمتنا، ويا محط آمال شعبناوشهدائه، الذين ظلوا يتمسكون بالحلم وسلاحهم الإرادة حتى يزول كابوس الاحتلال عنا وإلى الأبد.

وفي هذا اليوم الذي نفتتح فيه أعمال هذا الاجتماع الخاص للمجلس الوطني الفلسطيني، وهو أول اجتماع نعقده للمجلس في غياب رمزنا الكبير وقائد مسيرتنا أبو عمار، نتوجه إلى روحه الطاهرة وإلى أرواح كل رفاقه من أعضاء اللجنة التنفيذية الذين فقدناهم في السنوات القليلة الماضية، إلى محمود درويش، وياسر عمرو، وسليمان النجاب، وفيصل الحسيني، وسمير غوشة، وإميل جرجوعي، وشفيق الحوت، وكل القافلة من أعضاءالمجلس الوطني، الذين نذروا حياتهم في سبيل فلسطين المستقبل، نتوجه إليهم وكلنا تصميم على أن نحقق الوعد ونصل بالسفينة إلى بر التحررالوطني والبناء الديمقراطي والتقدم والرخاء لشعبنا الباسل.

لا بد لنا أن نتذكر مؤسس منظمة التحرير الفلسطينية أحمد الشقيري، الذي رسم الشخصية التي كانت تائهة، ذهب من قبل الجامعة العربية لبحث ماذا يريد الفلسطينيون، وخلفه يحيى حمودة الذي سلمها لخلفه ياسر عرفات.

الأخوات والإخوة

إذا أردنا أن نصِف المرحلة الحالية التي نمر بها، يمكنني القول إنها مرحلة حِراك سياسي جدي من أجل إطلاق عملية سياسية هدفها تحقيق اتفاق سلام شامل.

لكننا نعود إلى التأكيد على أن انطلاق هذه العملية ينبغي أن يستند إلى قيام كل طرف وبالأخص إسرائيل، بتنفيذ التزاماته بموجب المرحلة الأولىمن خطة خريطة الطريق، التي تشمل أساساً وقف الاستيطان بجميع أشكاله، والالتزام بحل قضايا الوضع النهائي وبخاصة القدس واللاجئين والحدود والمياه والأمن وسواها. وأعتقد أن أشقاءنا العرب يجمعون على هذا الموقف، لأنه يشكل صلب مبادرة السلام العربية التي نلتزم بها. كما أن جميع القوى الدولية بدون استثناء وبخاصة اللجنة الرباعية الدولية، تنتهج ذات السياسة. وهذا الموقف بشأن وقف الاستيطان يكتسب أهميته أمام ما نراه يومياً من انتهاكات تشمل الاستيلاء على البيوت الفلسطينية وطرد سكانها منها في القدس، والأعمال الخطيرة التي تستهدف المسجد الأقصى وتهدد بنيانه، بالإضافة إلى تقييد حرية العبادة ومنع الوصول إلى الأماكن المقدسة في هذا الشهر الكريم.

إن أعمال التوسع الاستيطاني تستهدف أساساً تمزيق الوحدة الجغرافية للضفة الغربية ومنع قيام دولة فلسطينية متصلة وفق حدود عام 1967. ونرى أيضاً استمرار الحصار الظالم حول قطاع غزة وهو الأمر الذي يهدد الحياة الطبيعية بحدها الأدنى ويزيد من الفقر والمعاناة في جميع المجالات بما فيها الصحة والتعليم والتنقل وسواه.

ويُهمني أن أؤكد في هذا الاجتماع الهام، والذي يعقد وفق النظام الأساسي لمنظمة التحرير، أننا في كل تحرك سياسي مقبل سوف ننطلق منالتزامنا الراسخ بالبرنامج الوطني ومبادرة السلام الفلسطينية التي أقرها المجلس الوطني عام 1988، وإعلان الاستقلال الفلسطيني الذي أكد على حل الدولتين. لكنني أؤكد كذلك مجدداً أننا نرفض بشكل قاطع أية أفكار أو مشاريع من نوع التوطين أو الوطن البديل أو الدولة ذات الحدود المؤقتة. وهذه أمور لا تخضع للجدل أو المساومة، لأن دولة الشعب الفلسطيني التي ارتضيناها رغم الاجحاف التاريخي الذي لحق بنا، سوف تقوم على أرض وطننا، ولن نرضى عن ذلك بديلاً مهما كلفنا الطريق من تضحيات. الالتزامات المفروضة على ثلاثة أطراف هي فلسطين، وإسرائيل والعرب، وهي محددة وقانونية دون لبس أو غموض، ونحن قمنا بكل ما علينا من التزامات على عكس إسرائيل التي لم تلتزم بأي بند ينص على وقف الاستيطان، ونحن لا نضع شروطا  مسبقة ولكن نطلب أن تنفذ إسرائيل التزاماتها التي جاءت في تقرير جورج ميتشل، وهي موجودة في خطة خريطة الطريق. هذه أمور لا تخضع للمساومة ورغم الاجحاف التاريخي سنقيم دولة فلسطين على أرض فلسطين، دولة فلسطين ليست خارجفلسطين. كذلك حل قضية اللاجئين وفق القرار 194، وهو حق كفلته الشرعية الدولية وأكدت عليه بوضوح مبادرة السلام العربية.

القرار 194 لم يذكر ولا مرة واحدة في أي محفل، في الأمم المتحدة بعد أن صدر، إلا في مبادرة السلام العربية حيث ذكر فيها واعتمد ودخل فيخطة خريطة الطريق، لأن مبادرة السلام العربية اعتبرت في خطة خريطة الطريق، وخطة خريطة الطريق أصبحت قرار مجلس الأمن رقم 15155.

بالنسبة للحوار الذي جرى بعد أنابوليس، جرت حوارات هامة جدا بيننا وبين الحكومة الإسرائيلية وفتحت كافة الملفات ولكننا لم نصل إلى إقفال أيمن هذه الملفات. ومن أهم الملفات التي فتحت مسألة حدود الضفة الغربية وغزة، وهذا ثبت بشكل نهائي وقيل أن الأراضي المحتلة الفلسطينية، هي قطاع غزة بالكامل، والضفة الغربية كاملة مع القدس والبحر الميت ونهر الأردن، والأراضي المحرمة، ولم يعد هناك أي لبس أو غموض على الحدود، وهل حدود 67 حدود هدنة، ومن هنا انطلقنا لنثبت الحدود، ولكننا لم نتوصل إلى نهاية، ولكننا نصر عند عودتنا إلى المفاوضات سنعود منهذه النقاط وليس من نقطة الصفر.

وأود أن أُعبر هنا عن تقديرنا للجهد الكبير الذي تبذله الإدارة الأمريكية والرئيس أوباما شخصياً، من أجل الوصول إلى حل سياسي حقيقي، وهو الجهد الذي يتكامل مع جهد جميع الأطراف الدولية وبخاصة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا، وكذلك اليابان والصين، والمجموعة الإسلامية والأفريقية ودول عدم الانحياز، وبطبيعة الحال أشقاؤنا العرب جميعاً.

إن سياستنا كانت ولا زالت واضحة للجميع، فنحن لسنا ولن نكون طرفاً في أي محور أو تكتل، بل تربطنا بجميع الدول العربية الشقيقة علاقات أخوية وطيدة، وإننا مصممون على أن الحل السياسي للصراع في منطقتنا، لابد أن يشمل جميع الأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية، حتى يتحقق السلام والأمن لجميع الشعوب ولدول المنطقة كافة.

وبهذه المناسبة أشير إلى أن مؤتمر فتح السادس الذي اختتم أعماله بنجاح قبل أسبوعين، قد تبنى ذات الأسس السياسية التي تلتزم بها منظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد، بما فيها برنامج المنظمة ومواثيقها والتزاماتها، وهذا يشكل عنصر قوة لفتح ولمنظمة التحريرولجميع أطراف حركتنا الوطنية الفلسطينية، لأنها القاسم المشترك الذي يربطنا جميعاً.

إن الإنجاز الكبير الذي تحقق في المؤتمر السادس لحركة فتح، يجب أن يمثل حافزا لنا من أجل عقد دورة كاملة للمجلس الوطني الفلسطينيخلال الأشهر القادمة. وهذا الاجتماع اليوم هو اجتماع خاص لمهمة محددة، وليس بديلاً عن الدورة القادمة للمجلس الوطني والتي نأمل وسوف نسعى بكل طاقاتنا من أجل عقدها وفق ما تفاهمنا عليه في اتفاق القاهرة لعام 20055. وقبل هذا سوف ندعو إلى اجتماع كامل للقيادةالفلسطينية ممثلة في اللجنة التنفيذية والأمناء العامين للفصائل ورئاسة المجلس الوطني وعدد من الشخصيات المستقلة من أجل التحضير لانعقاد الدورة الكاملة.

إن هذا الأمر يجعلنا ندخل في موضوع الحوار الوطني وإنهاء الانقسام الذي بدأ منذ الانقلاب الذي وقع في غزة قبل أكثر من عامين. لقد بذلنا كل الجهود، ولم نترك وسيلة لكي يتقدم الحوار الوطني ولو خطوات نحو استعادة الوحدة. وقد أيدنا ولا نزال جهود الأشقاء في مصر الذين يشاركون معنافي هذا الهم الوطني، ويواصلون بإصرار العمل على إنهاء هذه الحالة من الانقسام والتي تشكل خطراً بالغاً على مصالحنا الوطنية والقومية.

لقد طرحنا خلال مختلف جولات الحوار الوطني أفكارا وخططا ملموسة حتى نستطيع تجاوز الانقسام. وكانت فكرة إقامة حكومة توافق وطني، سواءمن شخصيات وطنية مستقلة أو فصائلية عنواناً لخطة إنهاء الانقسام. وكان شرطنا الوحيد هو أن لا تعيدنا هذه الحكومة إلى الحصار الذي فُرض علينا في الماضي، كنا دائما نقول نحن مع أي حل لا يعيدنا إلى الوراء، حتى نحمي شعبنا ومصالحه وحتى لا يستفيد الاحتلال من هذا الأمر ويحرف أنظار العالم عن القضية المركزية، باعتبار أن الاحتلال هو الذي يرفضها ويتهرب من تطبيقها، ولسنا نحن.

ومع ذلك لم ننجح في إقناع حماس في قبول هذا التوجه، رغم وضوحه ووضوح أهدافه، ورغم أننا قلنا أن مثل هذه الحكومة سوف تكون مؤقتة ومهمتها الرئيسة التحضير للانتخابات، ولإتاحة الفرصة للبدء بإعادة الإعمار في قطاع غزة.

منذ ثمانية أشهر اجتمع العالم في شرم الشيخ ورصدوا أربعة مليارات أو أكثر لإعادة البناء، والإخوان يرفضون أن يشكلوا حكومة من اجل إعادة البناء، ولو بدأنا منذ ذلك التاريخ لعادت غزة إلى ما كانت عليه من قبل، ولكن للأسف حتى الآن ما زال الركام ولا زال الناس يعيشون في الخيام بل في العراء.

غير أنه وللأسف تم تقديم المصالح الحزبية على المصلحة الوطنية الشاملة. وكلما مضى الزمن، سوف يتراجع الاهتمام والالتزام الدولي بإعادة الإعمار، وهذا يشكل خسارة كبيرة تلحق بنا وبشعبنا في قطاع غزة بالتحديد. إننا لم نطلب من حماس أو غيرها أن تغير برنامجها فهذا شأنها الخاص، كل مرة كنا نقول لحماس ليس مطلوب منكم الاعتراف بإسرائيل ولا من أي تنظيم آخر، لكن هناك حكومة مسؤولة عليها التزامات يجب عليها ان تقوم بهذه الالتزامات، رغم أن قيادتها لا تنفك تغازل إسرائيل والقوى الدولية لفك الحصار عنها وليس عن الشعب، وهذا الغزل يأخذ أشكالاً مختلفة لأن مصلحة الحزب عندهم تعلو على مصلحة الوطن.

إننا لا نزال نقدم ذات المقترح، وإذا لم نتمكن من ذلك، فإن البديل الوحيد هو التوجه نحو الانتخابات الرئاسية والتشريعية ولعضوية المجلس الوطنيوعلى أساس التمثيل النسبي الكامل في الداخل، وفي الخارج أيضا حيث أمكن ذلك، حتى يكون الناخب الفلسطيني هو صاحب الكلمة الفصل فيحل خلافاتنا. ولأننا اعتمدنا في منظمة التحرير الفلسطينية النهج والأسلوب الديمقراطي على الدوام، والذي سماه الشهيد ياسر عرفات في إحدى المراحل 'ديمقراطية غابة البنادق'، صحيح أنه كان عندنا بنادق لكن الصراع لم يكن قتالا دمويا كما حصل مؤخرا بغزة، بيننا وبينهم، وكذلك مؤخرا ضرب المساجد ضرب إمارة رفح. فإننا نرفض أن نعالج الانقسام الذي حدث إلا بالوسائل الديمقراطية وحدها. وإذا كان هناك من يتذرع بأية ذريعة لتعطيل الانتخابات، فإننا نحرص على نزاهتها الكاملة، وأن تجري تحت إشراف واسع عربي ودولي على كل صندوق وفي كل مركز، شريطة أن يلتزم الجميع بالنتائج التي سوف تسفر عنها.

نحن نقول كل الدول العربية والإسلامية والعالم أن يشرف على الانتخابات من الألف إلى الياء والسلطة تكون بعيدة ومن ينجح يستلم السلطة.

إننا نؤكد أن الذي قام باختطاف قطاع غزة عبر الانقلاب لن يستطع أن يختطف المشروع الوطني والديمقراطية ووحدة الوطن. وسوف نعمل على إجراء الانتخابات حسماً لكل خلاف ومن أجل المحافظة على شرعية مؤسساتنا الوطنية. وعلى من كان يعتقد أنه سوف يدفع مؤتمر فتح السادس نحو الفشل عبر منع أعضاء المؤتمر في غزة من المشاركة فيه، ولم ينجح في ذلك، عليه أن يدرك أنه لا يستطيع أن يفعل الشيء ذاته مع شعبناوضد إرادته في حماية وحدة الوطن والشعب والمؤسسات الوطنية الموحدة.

وفي كل الظروف والأحوال ستظل الأبواب مفتوحة أمام الحوار الوطني، وأمام إعادة الوحدة بدون صفقات ثنائية أو خروج عن البرنامج الوطني ومصالحشعبنا الأساسية. وعندما نصر على أننا نريد انتخابات لا يعنى الضفة لوحدها وغزة لوحدها، لا الانتخابات في الضفة وغزة.

الإخوة والأخوات الأعزاء

إن منظمة التحرير الفلسطينية بهيئاتها ومؤسساتها المختلفة ستبقى تتحمل الأعباء الكبرى في مسيرة عملنا الوطني. وسأقول لكم بكل الصراحة أن المرحلة السابقة شهدت تراجعاً في درجة الاهتمام بمؤسسات المنظمة ودوائرها في الداخل والخارج، وهذا خلل خطير ينبغي تداركه بكل قوة وتصميم.

إن المنظمة هي عنوان كل فلسطيني وهي الوطن المعنوي المؤقت حتى يتحرر الوطن وتتحقق الأهداف الوطنية الثابتة لشعبنا. كما أن المنظمة هي الحاضنة لكل التيارات والفصائل والقوى والمؤسسات الشعبية الفلسطينية مما يتطلب الحرص التام على إضفاء الحيوية على دورها، وكذلك المشاركة المتكافئة للجميع في رسم سياستها وقيادة نشاطاتها في الميادين المختلفة وخاصة في ميدان صنع القرار السياسي. ما لم يكن لنا عذر بعد هذا الاجتماع في بناء المؤسسة الكبرى وهي اللجنة التنفيذية لن يكون لنا عذر أن عملنا أو لم نعمل نكون كلنا مسؤولين وانأ أول المسؤولين وأخر عضو في اللجنة التنفيذية مسؤول.

إنني أعاهدكم ومن خلال موقعي أن أبذل أقصى الجهود في سبيل النهوض بدور منظمة التحرير وتعزيز صفوفها، وإفساح المجال أمام كل فعالية وقوة وطنية لكي تلعب دورها وتساهم في أعمال المنظمة. إن هذا هو جزء من تقاليدنا الوطنية التي نحرص عليها. كما أننا سوف نعمل على تطوير مهام وأداء دوائر المنظمة لتقوم برعاية مصالح أبناء شعبنا المختلفة في داخل الوطن وخارجه، في تنسيق تام مع مؤسسات ووزارات السلطةالوطنية. وسوف نجد الصيغة الخلاقة التي تضمن توطيد دور المنظمة كمرجعية للسلطة الوطنية فيما يتعلق بالقرارات ذات الطابع الوطنيوالاستراتيجي، دون أن يؤثر ذلك على أداء السلطة في الميادين المتعددة.

إن حكومة السلطة الوطنية التي قادت باقتدار عمليات الإصلاح الداخلي والتنمية وحفظ أمن الوطن والمواطن، وتطبيق شعار سلطة واحدة وقانون واحد وسلاح شرعي واحد، ومحاولات إصلاح القضاء والنهوض به لكي لا يسمح لأي كان أن يكون فوق القانون وليشعر المواطن الفلسطينيبالطمأنينة وبأن حقوقه مصونة وبأن ما يصدر من قرارات وأحكام عن المحاكم ستنفذ دون مجاملة.

إن هذه الحكومة ستبقى مع جميع مؤسسات السلطة الذراع الفاعل للمنظمة وهيئاتها القيادية.

وسوف نعمل على تفعيل لجان المجلس الوطني وقيامها بمهامها كاملة، وكذلك إحياء دور الاتحادات الشعبية، التي تكاد تكون انقرضت إلا اتحاد المرأة الذي نحييه بشدة، واستكمال عقد مؤتمراتها كافة، تعزيزاً للديمقراطية، ومن أجل توسيع قاعدتها السياسية والاجتماعية. كما أنه لابد منالعناية بأوضاع تجمعات شعبنا في مخيمات اللجوء وبلدان الاغتراب وتعزيز ارتباطها بالوطن وبمسار النضال الوطني.

عندنا مشكلتان أساسيتان طرأتا مؤخرا هما مشكلة نهر البارد، وهي من المشاكل الصعبة والحساسة التي أصابت شعبنا، شعبنا لا ناقة له ولا جمل في ما حصل، لكن دمر المخيم، بلا شك أن الحكومة اللبنانية تبذل جهدا من أجل إعادة إعمار المخيم ونأمل أن يتم ذلك قريبا، وبالنسبة للبنان سياستنا واضحة ومحددة، قلنا لهم نحن ضيوف عندكم نحن نرفض التوطين، نحن تحت القانون وليس فوق القانون، إنما موضوع نهر البارد نريد أن ينتهي بسرعة. وكذلك المشكلة التي طرأت في العراق التي أدت إلى خروج أعداد كبيرة من الفلسطينيين ربما أكثر من 200 ألفاً خرجوا بسبب الحرب القائمة في العراق ما أدى لوجود مخيمات الآن في كل مكان، ما أضطرنا للذهاب إلى دول كثيرة نطالبها بوضع حد لهذا الموضوع وعلى الأقل استيعاب عدد من اللاجئين، فذهبنا إلى كردستان من اجل هذا الغرض، إلى تركيا إلى السودان، وقبرص، وبعض الدول الأوروبية وأميركا اللاتينيةمن أجل استيعاب هذه المشكلة الكبيرة التي أصابت شعبنا، وأيضا ليس له أي ذنب في ما حصل، وإنشاء الله يخفف همنا ويساعدنا في الخروجمن هذه المأساة.

إن مصالح اللاجئين من شعبنا في جميع أماكن تواجده تمثل أولوية على سلم اهتمامات المنظمة، وهذه المصالح تشمل الأمور الوطنية وكذلك الأمور الحياتية والاجتماعية. وينبغي العمل بشكل حثيث على مواصلة تنظيم صفوف تجمعاتنا في المهاجر والمغتربات وإشراكها في أعمالنا الوطنيةوفي هيئات المنظمة وخاصة المجلس الوطني الفلسطيني.

كما سنعمل على تطوير دور اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وانتظام عملها وتكريسها كمرجعية عليا وخاصة فيما يتصل بالشأن السياسي والمفاوضات وسواها.

إننا أمام ورشة عمل كبيرة تضم خطوات أساسية وحاسمة لإحياء دور المنظمة، مما يستدعي كذلك اهتماماً أوسع بالصندوق القومي الفلسطينيوتشكيل مجلس إدارته واعتماده كعنوان لميزانية منظمة التحرير وحاجات دوائرها ومؤسساتها، وسوف ينتظم عمل القيادة الفلسطينية كهيئة موسعة يسهم فيها أوسع إطار قيادي فلسطيني سواء كان هذا الإطار مؤسسة أو أفراداً.

وختاماً نتقدم بالتحية والتقدير إلى أسرانا الأبطال الصامدين وعائلاتهم مؤكدين لهم تصميمنا على نيل حريتهم باعتبارها مقدمة لتحقيق حرية الشعب بأسره، كما نتقدم إلى عائلات شهدائنا وجرحى شعبنا بالوعد المخلص أن نصون ذكراهم ودورهم، وأن نحمي عائلاتهم ونحفظ كراماتهم، فهذا هو واجبنا تجاه كل من قدم دمه وعرقه في سبيل الاستقلال والكرامة.

وسنبقى معاً نواصل المسيرة، مسيرة ياسر عرفات وكل الشهداء.

عاشت منظمة التحرير الفلسطينية

عاشت فلسطين

يمثّل المجلس الوطني الفلسطيني السلطة العليا للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، وهو الذي يضع سياسات منظمة التحرير الفلسطينية ويرسم برامجها، لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي شردوا منها. وبعد نكبة فلسطين عام 1948،عبّر الشعب الفلسطيني في مؤتمر غزة عن إرادته، حين قام الحاج أمين الحسيني بالعمل على عقد مجلس وطني فلسطيني في غزة، مثّل أول سلطة تشريعية فلسطينية تقام على أرض الدولة العربية الفلسطينية التي نص عليها قرار الأمم المتحدة رقم 181 لعام 1947، وقام المجلس حينذاك بتشكيل حكومة عموم فلسطين برئاسة "حلمي عبد الباقي "،الذي مثّل فلسطين في جامعة الدول العربية.وعُقد المؤتمر الوطني الأول في القدس خلال الفترة 28 أيار /مايو _ 2 حزيران /يونيو 1964،وانبثق عنه المجلس الوطني الفلسطيني الأول الذي كان عدد أعضائه 422 عضوا، وأعلن هذا المؤتمر قيام منظمة التحرير الفلسطينية (م.ت.ف) التي تمثل قيادة الشعب العربي الفلسطيني، وقد صدر عن المجلس الوطني الفلسطيني عدد من الوثائق والقرارات، أهمها الميثاق القومي (الوطني الفلسطيني) والنظام الأساسي للمنظمة وغيرها، وتم انتخاب السيد أحمد الشقيري رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية.

مكتب الرئيس : الاردن ـ عمان ـ دير غبار 
هاتف : 9/5857208 (9626)
فاكس : 5855711 (9626)

 

ألبوم صور