Print this page

خلال المؤتمر الثالث والثلاثين الطارئ للاتحاد البرلماني العربي بدعوة من المجلس الوطني الفلسطيني، فتوح: شعبنا الفلسطيني ينتظر قرارات ملموسة تشد من عضده وتساند صموده

22 مايو 2022

أكد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، يوم السبت، بأن التغوّل الصهيوني قد بلغ مداه على حقوق الشعب الفلسطيني وحقوق الأمتين العربية والإسلامية في فلسطين وفي المسجد الاقصى.

وبيّن فتوح أن حكومة التطرف الاستيطانية والعنصرية لم تعد تحسب أي حساب لردات الفعل الكلامية وبيانات الشجب والاستنكار على ما تقترفه من جرائم يومية يندى لها جبين الإنسانية جمعاء، حيث أوغلت في دماء أبناء الشعب الفلسطيني أطفالا ونساء وشيوخا وشبابا.

وقال فتوح في كلمته خلال المؤتمر الثالث والثلاثين الطارىء للاتحاد البرلماني العربي، إن "العالم أجمع شاهد بالصوت والصورة جريمة إعدام شهيدة الكلمة الحرة والحقيقة إبنة القدس والشاهدة على جرائم الاحتلال، الاعلامية شيرين أبو عاقلة، والاعتداء الوحشي على جنازتها والمشيعين لها في مدينة القدس، فسلطة الاحتلال هذه تقف مرتجفة وخائفة أمام جنازات الشهداء خاصة في القدس، لأنها ترعبهم وتؤكد زيف كل ادعاءاتهم، فدماء الشهداء ومواكب تشييعهم تحرر القدس ولو لساعات وتنسف تحريفهم لحقائق التاريخ، فلا سيادة على القدس سوى للشعب الفلسطيني."

ونقل فتوح تحيات الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين، وإخوته في قيادة الشعب الفلسطيني، معربًا عن الشكروالتقدير لاستجابة المجتعمين الكريمة لصوت الشعب الفلسطيني ومعاناته وتلبية لنداء القدس والمسجد الأقصى المبارك.

ومثّل دولة فلسطين وفدٌ برئاسة رئيس المجلس الوطني السيد روحي فتوح، ومفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، وسفير دولة فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير دياب اللوح، وممدوح سلطان من مندوبية فلسطين لدى الجامعة العربية.

وفيما يلي نص كلمة رئيس المجلس الوطني الفلسطيني السيد روحي فتوح:

بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ

" سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ"

صدق الله العظيم

معالي السيدة / فوزية بن عبد الله زينل المحترمة

رئيسة الاتحاد البرلماني العربي

رئيسة مجلس النواب البحريني

أصحاب المعالي رؤساء البرلمانات والمجالس العربية المحترمين،

السادة رؤساء الوفود والأعضاء المحترمين،

سعادة الأخ فايز الشوابكة المحترم،

الأمين العام للاتحاد البرلماني العربي،

الأخوات والإخوة الحضور المحترمين،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

نحييكم بتحية فلسطين وشعبها الصابر المرابط،

نحييكم بتحية القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك،

نحييكم باسم اخوتكم واخواتكم المدافعين عن عروبة القدس

نحييكم باسم المرابطين والمرابطات في قبلة المسلمين الأولى ومسرى الرسول الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ومعراجه الى السماء، ومهد السيد المسيح عليه السلام،

نحييكم باسم كنائس القدس ومساجدها،

نحييكم باسم الشعب العربي الفلسطيني وننقل لكم تحيات سيادة الأخ الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين، وإخوته في قيادة الشعب الفلسطيني، ونعبر لكم جميعا عن شكرنا وتقديرنا لاستجابتكم الكريمة لصوت الشعب الفلسطيني ومعاناته وتلبيتكم لنداء القدس والمسجد الأقصى المبارك.

 

اسمحوا لي بداية، أن أتوجه بالتحية والتقدير لكل الجهود التي بذلت لعقد هذا المؤتمر الطارئ برئاسة الأخت العزيزة فوزية بنت عبد الله زينل رئيسة الاتحاد، والشكر موصول للأشقاء في جمهورية مصر العربية على حسن الاستقبال والضيافة، ونشكركم جميعا على حضوركم، لنبحث معكم اتخاذ القرارات اللازمة لمواجهة المخاطر الجسيمة التي تتعرض لها مقدسات الأمتين العربية والإسلامية، وفي القلب منها المسجد الأقصى المبارك، والتأكيد على الثوابت العربية من القضية الفلسطينية.

أيتها الأخوات .... أيها الإخوة،

نحن وإياكم في خندق واحد دفاعاً عن القدس ومقدساتها، لذلك نلتقي اليوم تحت شعار القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فهي توحدنا جميعا، ونحن على يقين بأن اجتماعنا هذا لن يقدم فقط رسالة تضامن ودعم مع اخوتكم في فلسطين وعلى وجه الخصوص اخوتكم المقدسيون الذين يذودون عن عروبة القدس وتاريخها وهويتها ويقدمون دماءهم فداء لها، ويفشلون كل محاولات الاحتلال المجرم وغلاة مستوطنيه لتهويد الحرم القدسي الشريف، بل ينتظرون منكم أيضا اتخاذ ما يلزم من قرارات ملموسة تشد من عضدهم وتثبّتهم في مدينتهم، وتمنع تشريدهم وسرقة بيوتهم وارضهم ، وحماية مقابرهم ومقابر الشهداء والصحابة الأوائل التي احتضنتهم القدس بكل فخر واعتزاز.

ولعل ما دعانا قبل ثلاثة أسابيع لطلب هذه الجلسة الطارئة، التطور الخطير المتمثل بقيام الاحتلال والمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى المبارك، ومحاولة تنفيذ ما خططت له الجماعات اليهودية الدينية المتطرفة برفع العلم الإسرائيلي وترديد النشيد الديني العنصري وتقديم ما يسمى بـ" قربان عيد الفصح البهودي" في باحات المسجد الأقصى المبارك، وما رافق ذلك من اقتحام جنود الاحتلال للمسجد القبلي، والاعتداء على المصلين والمدافعين عنه، وتدنيس حرمته. ومؤخراً دعت جماعة "لاهافا" اليمينية الاستيطانية المتطرفة لهدم قبة الصخرة المشرفة وبناء هيكلهم المزعوم، تحت غطاء سلطات الاحتلال التي تسمح لهؤلاء المتطرفين الارهابيين باقتحام الاقصى ورفع اعلام اسرائيل واستفزاز المسلمين، الأمر الذي دقَّ ناقوس الخطر عاليا بأن مرحلة مصادرة الحق الديني الخالص للمسلمين في المسجد الأقصى قد دخلت مرحلة التنفيذ الفعلي، بعد أن شرعت في تمرير التقسيم الزماني، وتحاول جاهدة تكريس التقسيم المكاني فيه، وهذا ينذر بحرب دينية شعواء لا تبقي ولا تذر، ستمتد لكل انحاء العالم، فلا مجال لأحد أن يتذرع بعدم سماعه.

إن القدس ومقدساتها هي أرضٌ فلسطينيةٌ عربيةٌ وإسلامية، تحتاج منا جميعاً العمل على تنفيذ القرارات التي تم اتخاذها لحمايتها والدفاع عنها سياسيا وماديا واعلاميا، لمواجهة الخطر المحدق بها وبحق المسلمين الخالص في مسجدها الأقصى وحرمه المقدس، تحتاج لسياسات وإجراءات لوقف سياسة التطهير العرقي التي ينفذها الاحتلال في مدينة القدس ومنها البلدة القديمة وحي الشيخ جراح وسلوان وواد الجوز، والتي تهدف في نهاية المطاف للسيطرة التامة على الحرم القدسي الشريف، وتهويد الارض بالكامل في اطار نظام عنصري (ابارتهايد)!

الأخوات و الإخوة

لقد بلغ التغوّل الصهيوني مداه على حقوق الشعب الفلسطيني وحقوق الأمتين العربية والإسلامية في فلسطين وفي المسجد الاقصى، ولم تعدْ حكومة التطرف الاستيطانية والعنصرية برئاسة نفتالي بينت تحسب أي حساب لردات الفعل الكلامية وبيانات الشجب والاستنكار على ما تقترفه من جرائم يومية يندى لها جبين الإنسانية جمعاء، فقد أوغلت في دماء أبناء الشعب الفلسطيني أطفالا ونساء وشيوخا وشبابا، وتنفذ بشكل علني وصريح شعار ايدولوجياتها الصهيونية المنحرفة: أن الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت. ذات السياسة يوجهها الاحتلال الاسرائيلي ضد المقدسات المسيحية، ومحاولات ترهيب المسيحيين العرب، والتضييق عليهم بصلواتهم في كنيسة القيامة.

إن العالم أجمع شاهد بالصوت والصورة جريمة اعدام شهيدة الكلمة الحرة والحقيقة إبنة القدس والشاهدة على جرائم الاحتلال، الاعلامية شيرين أبو عاقلة، والاعتداء الوحشي على جنازتها والمشيعين لها في مدينة القدس، فسلطة الاحتلال هذه تقف مرتجفة وخائفة أمام جنازات الشهداء خاصة في القدس، لأنها ترعبهم وتؤكد زيف كل ادعاءاتهم، فدماء الشهداء ومواكب تشييعهم تحرر القدس ولو لساعات وتنسف تحريفهم لحقائق التاريخ، فلا سيادة على القدس سوى للشعب الفلسطيني.

ايتها الاخوات ايها الاخوة

إننا جميعا أمام تحدي الاستجابة السريعة لمطالب الشعوب العربية للتوحد في معركة القدس معركة الكرامة العربية، والدفاع الفعلي عن عاصمة فلسطين الأبدية ومقدساتها المسيحية والإسلامية، ولا يكون كل ذلك إلا بوضع القرارات موضع التطبيق العملي، بدءاً بالإلتزام بما جاء في مبادرة السلام العربية نصاً وروحاً وتسلسلاً كما أقر ذلك مؤتمركم الذي عقد في القاهرة في شباط الماضي تحت عنوان "التضامن العربي"، مرورا بمطالبة الحكومات العربية تنفيذ قرارات اتحادكم والقمم العربية الخاصة بـالقدس وتعزيز صمود أهلها فيها، ومطالبة مجلس الأمن تطبيق قراراته رقم 2334، 478، 476، 338، 252، 242 بشأن الوضع التاريخي القائم في القدس وانهاء الاستيطان، وتنفيذ قرارات الجمعية العامة للامم المتحدة 181، 194، 2253 لانهاء الاحتلال وحماية الوضع القائم في القدس وحق عودة اللاجئين، وكذلك قرار الاعتراف بدولة فلسطين رقم 67/19 لعام 2012، حمايةً وصوناً للحق العربي في فلسطين وفي القدس وفي المسجد الأقصى المبارك، بوابة الأرض الى السماء.

 

 


وهنا لا يسعني إلاّ أن أشيد بكافة المواقف العربية والإسلامية الرافضة لمشاريع تهويد القدس والمقدسات فيها، وفي مقدمتها مواقف جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، صاحب الوصاية الهاشمية على الأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس ودوره في رعايتها وصيانتها، مع التأكيد على رفضنا المطلق لكل محاولات المساس بهذه الرعاية ودعم دور إدارة أوقاف القدس والمسجد الأقصى في الحفاظ على الحرم القدسي الشريف ضد اعتداءات سلطات الاحتلال ومحاولات تهويده.

وهنا نجدد التاكيد على "الوضع التاريخي القائم (ستاتيكو) الخاص بالمسجد الأقصى والمقدسات لعام 1852" الذي بقي نافذاً بعد احتلال القدس عام 1967، ولا نقبل المساس به تحت أي طائل، وندعو العالم الى حمايته، تجنباً لاشعال الحرب الدينية التي نرفضها، والعمل على ضمان الاستقرار الاقليمي، على طريق تحرير فلسطين وحق شعبها في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة ذات السيادة بعاصمتها القدس، والملتزمة بما جاء في هذا التعاقد الدولي.

الأخوة والأخوات ...

إننّا نعتبر تسارع الخطوات التهويدية في المسجد الأقصى وفي مدينة القدس عامة وفي الأغوار الفلسطينية وجبال الضفة الغربية، ما هي إلا ترجمة عملية لقرار الإدارة الأمريكية السابقة الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال ونقل سفارتها إليها وإغلاق القنصلية الامريكية في القدس الشرقية التي افتتحت منذ عام 1844، وقد امتدت الآثار الكارثية لتلك الخطوات لتنال من المسجد الأقصى واستكمال إجراءات تقسيمه زمانيا ومكانيا، واستكمال التغيير الديمغرافي في المدينة المحتلة، كما يحصل الآن في الشيخ جراح وبلدة سلوان، وفي قلب البلدة القديمة للقدس في منطقة وشارع صلاح الدين وباب الخليل ومقبرة مأمن الله في القدس.

إن هذه السياسات سالفة الذكر من محاولات تهويد القدس وتصاعد الاستيطان واستمرار فرض الحصار الإسرائيلي الظالم على قطاع غزة منذ ما يزيد على 15 سنة، وإزالة 12 قرية وتجمع ومصادرة الأراضي في مسافر يطا وتشريد نحو 4000 مواطن فلسطيني، والاستيلاء على 22 ألف دونم من أراضي بلدة السواحرة الشرقية والنبي موسى جنوب أريحا، والعدوان على المقدسات والإعدام بدم بارد وهدم المنازل ومصادرة الأراضي والاستيطان وطرد الفلسطينيين من منازلهمم والاعتقال، في أعتى أشكال الفصل العنصري والتطهير العرقي، كلها سياسات شرعنتها سلطة الاحتلال بقوانين عنصرية اعتمدها الكنيست الاسرائيلي، التي تستوجب منّا كبرلمانيين حمل ملف هذا البرلمان العنصري الى المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية لاتخاذ إجراءات عملية ضده لاجل معاقبته لانتهاكه مواثيق حقوق الإنسان وشروط العضوية في تلك المحافل البرلمانية.

أيتها الأخوات أيها الأخوة

إن الشعب العربي الفلسطيني وقيادته وفي ظل تخلّف المجتمع الدولي ومؤسساته عن تحمل مسؤولياته، والسلوك المشين والمخجل الذي تمارسه دول كبرى وأخرى نافذة في العالم باتباع سياسة المعايير المزدوجة، والكيل بمكيالين وتحمي حكومة الاحتلال من المساءلة وإنزال العقاب بها نتيجة سلوكها الإجرامي، فإن المجلس المركزي الفلسطيني اتخذ قرارات مصيرية من أبرزها تعليق الاعتراف بإسرائيل لحين اعترافها بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية ووقف الاستيطان، والاستمرار في ملاحقتها أمام المحكمة الجنائية الدولية، ونحن على ثقة بأن أمتنا العربية وفي الطليعة منها برلماناتها ستدعم تلك القرارات، ونأمل من مؤتمرنا هذا اعتماد مجموعة من الإجراءات والخطوات التي يجب أن ترتقي الى مستوى التحديات، لأن هذا الاحتلال العنصري هدفه ليس فلسطين فحسب بل تمتد أطماعه الى أبعد منها .

أيتها الاخوات..... أيها الأخوة

اختتم كلمتي بالقول إنه رغم مرور 74 عاما على النكبة الفلسطينية، فإن شعبنا اليوم أكثر تمسكا بحقوقه الوطنية وفي مقدمتها حق العودة، وهذا الشعب الصامد وقيادته وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس يقفون بشموخ في مواجهة التفرد الإسرائيلي بهم وبقضيتهم قضية العرب الاولى، ويدافعون بكل ما يملكون عن حقوقهم الازلية في ارضهم ويقدمون التضحيات من الشهداء والجرحى والأسرى، وسيفشلون كل مخططات الاحتلال الاستعماري لوطنهم فلسطين ارض الآباء والاجداد، ويحمون قدسهم في حدقات عيونهم، فهي عاصمة الدولة الفلسطينية الأبدية بأقصاها وقيامتها.

المجد والخلود للشهداء الابرار

والشفاء العاجل للجرحى البواسل

والحرية العاجلة للأسرى والمعتقلين الابطال

؛وعاشت أمتنا العربية المجيدة

وشكراً لحسن استماعكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.